حوار: ملاذ ناجي
إعلامي من طراز خاص، صاحب طرح مختلف ورسالة واضحة، برع في كشف الجوانب الأخرى من شخصيات النجوم والمميزين في المجتمع، من خلال تقديمه للبودكاست الشهير (شاي لبن) الذي أصبح علامة مميزة وأصبح خط واضح تسير على نهجه عدة برامج (مصطفى النعيم) التقته (نادينا) للتعرف عليه وعلى مشواره عن قرب وخرجنا منه بالآتي.
بداية هجرت القانون سعياً وراء شغفك الإعلامي حدثنا عن هذا الأمر؟
في الأصل كان هدفي (السينما)، وذلك بعد أن القانون وحصلت علي شهادة المعادلة، الحقتها بدراسات عليا في مجال (قانون الشركات) وقمت بتأسيس مجموعة (سينما الشباب) وهي انطلاقتي نحو العمل الإبداعي رفقة عدد كبير من الشباب.
هل من علاقة مباشرة أو غير مباشرة بين مجال دراستك والاعلام والسينما؟
مهنياً لاتوجد علاقة، لأن القانون يعتمد مباشرة علي صياغة الكلام بالأسس الواضحة ومواد القانون تعتمد علي قضايا سابقة ومن المعروف القانون يضم كل مشكلات المجتمع وتفاصيلها، وهو يهتم بتنظيم علاقة الناس مع بعضهم البعض، والسينما والفنون تقوم علي المجتمع ومايدور فيه، أما الإعلام بالتحديد فهو سلطة مهمة وهو آلية لتنفيذ القانون ونشر التوعية عبر أجهزة الإعلام المختلفة من الصحافة والتلفزيون الإذاعة، أيضاً دارستي للقانون أعطتني ثقل في كتابة الأفكار والبرامج للتلفزيون حتي عند ممارسة الإعداد لحلقات او فقرات كنت استفيد من دارستي جداً.
لو عاد بك الزمن إلى الوراء هل كنت ستمتهن المحاماة أم ستختار الإعلام؟
سؤال مهم، وقتها وأنا مقبل على دخول الجامعة لم أكن أستطيع أن أحدد ماذا أريد، ولكن إذا عاد بي الزمن سوف أدرس القانون، وأعمل مرة أخرى في الإعلام.
حدثنا عن تجربتك في فضائية (سودانية 24) وعملك فيها كمنتج ومعد برامج؟
سودانية ٢٤ كانت بمثابة مساحة من التعلم اليومي والمستمر عملت مع أساتذة في مجالنا تعلمت منهم الكثير منحتني القناة فرص كبيرة وثقة مما جعلت العمل ممتع.
عملت في الشهور الأولى معد لبرنامج صباحات سودانية مع زملاء آخرين ومن بعدها تم ترقيتي الي منتج برامج وكانت هذه نقلة كبيرة لي حيث انتجت العديد من البرنامج مثل (سينما سودان) و (كافي ٢٤) و برنامج (الرحالة) وبرنامج (منتصف الليل) في نسخته الثانية وبرنامج (٢٤ قيراط) رفقة زميلتي (توحيدة سليمان وصفا موسى) وبعد خروجي من القناة تقدمت اليها ببرنامج من إنتاجي الخاص وهو بودكاست (شاي لبن) مما أعطى البرنامج رونق وانتشار واسع بين الناس.
من أين جاءت فكرة برنامج (شاي لبن) وكيف كانت البداية؟
الفكرة أصلاً موجودة وهي فكرة حوار الشخصية…. ولكن كان التحدي في خلق نموذج يتعاطي مع شخصيتي، وودت أن أجعل البرنامج خاص، من خلال إختيار الإسم وشكل الاستديو البسيط جداً وكان عبارة عن (كنبة) وإعداد البرنامج في إختيار السهلة والعمق في نفس الوقت للضيف الذي اقوم بدراسته جيداً، ومن أنجح مواسم البرنامج هو الموسم الأول، فيه كنت طبيعي جداً، وحتي التداعي بيني وبين الضيف أنا وهو في صالة بيتنا أمامنا (شاي لبن) وهذا لا ينفي نجاح المواسم الأخرى، ولكن هذا كان القريب للقلب الضيوف كانوا هم مربط الفرس بشخصياتهم وصدقهم.
هل اخترت تجربة البودكاست لأن شخصيتك الهادئة هي الطاغية عليك كمقدم؟
بالعودة إلى أصل الأشياء انا لست مقدم، بدأت كمعد ومنتج وعندما فكرت في هذا البرنامج كنت سوف اعطيه لشخص آخر لإدارة الحوار، وأنا كنت سوف اكتفي بالإنتاج والإعداد، ولكن بعض الزملاء كان لديهم رأي آخر بان أخوض التجربة، وهم من وجدوا أنني مؤهل للتقديم، ودائما أقول أنا في مرحلة تعلم وتعرف علي أسلوب التقديم، نعم وجدت نفسي ولدي شغف مستمر بأن أعمل اكثر واطور من نفسي وقدراتي.
والغريب أنا شخص في الحياة العادية عكس البرنامج لست هادئ تماماً ولكن كان تحدي بأن اضبط النفس في هذه التجربة.
بعد كل المواسم الناجحة من (شاي لبن) ماهي الحلقة الأقرب إلى قلبك؟
في الحقيقة حلقة الشاعر الدكتور (التجاني حاج موسى) وحلقتي مع الطفلة (تالين طارق).
من هو أو هي الضيف الذي تتمنى استضافته في البرنامج؟
كثير من الشخصيات السودانية والغير سودانية ولكن اطمح بأن استضيف شخصيتين (شيخ الزين) والفنان (عاطف السماني) من السودان ومن العالم الفنان النوبي المصري (محمد منير).
من وجهة نظرك كيف ترى حال الإعلام في السودان حالياً؟
الإعلام ة بعد اندلاع الحرب مباشرة اختفى، وكلنا نعلم الأسباب ولكن كان لابد بأن يتواجد الإعلام في مثل هذه الظروف وبأن تكون الأجهزة الاعلامية السودانية هي من توثق لهذه الحرب اللعينة.
ونحن كعاملين في هذا المجال حرمنا من أن نكون الأقرب للسودانين في هذه الظروف اصبحنا نعتمد علي صفحاتنا الشخصية كثير من الأخبار الكاذبة والمضللة انتشرت وفقدنا السيطرة، نحتاج للنهوض بإعلامنا وتحسين جودة الاخبار وعملية التوثيق لهذه الفترة المهم وتقع علي عاتقنا مهمة توثيق التاريخ للأجيال القادمة
ومن البشريات عودة قنوات مهمة سودانية للساحة مثل (قناة البلد) التي وثقت لحال السودانين في مناطق الحرب داخل السودان وفي ظروف صعبة وايضاً عودة (قناة النيل الأزرق) وأشيد بتجربة قناة الزرقاء التي تعمل من القاهرة وظلت سودانية ٢٤ من خلال اليوتويب تقدم الأخبار والتحليل بصورة شبه يومية، ومع العلم الإعلام صناعة مكلفة جداً وكل الأجهزة السودانية فقدت كل ما تملك من معدات واستديوهات وبالرغم من كل هذا فهي تحاول الاستمرار وفي هذا محمدة كبيرة وواجبنا هو دعمها والوقوف خلفها.
وماهي نظرتك المستقبلية للإعلام السوداني؟
الإعلام السوداني يواجه تحديات كبيرة بسبب الإرث الثقيل من القوانين المقيدة للحريات، بعد سقوط نظام البشير، كانت هناك محاولات للإصلاح، لكنها اصطدمت بعقبات سياسية واقتصادية. الحرب الحالية تزيد من تعقيد الوضع، المستقبل يتطلب تعزيز الحريات الإعلامية، وإصلاح القوانين، ودعم الإعلام المستقل ليكون قادراً على لعب دوره في توعية المجتمع والمساهمة في استقرار الوضع في البلاد.
من منظورك الخاص وفي ظل الحرب الحالية ماهي البوابة الصحيحة للخروج من الأزمة؟
أن تتوقف هذه الحرب اليوم قبل الغد، أكيد انا مواطن وإعلامي ضد الإتفاق مع المليشيات المتمردة، ولكن مصلحة الشعب بأن تقف هذه الحرب عبر إتفاق يردع ويوقف البطش والظلم من قبل الدعم السريع.
بعد الحرب هل من عودة تاني إلى السودان أم قررت الاستقرار في الخارج؟
أنا مع اسرتي حالياً في القاهرة، ولكن عملي مرتبط بالسودان حيث أزور السودان من فترة الي أخرى بالرغم القيود الكبيرة علي السودانيين في التنقل، أما إذا انتهت الحرب أكيد حرجع أشارك ابناء الوطن بناء السودان، وعبركم ابث تقديري الكبير لجيشنا الأبي وجنوده البواسل وهم يفدون الوطن بأرواحهم وهم دوماً مصدر فخرنا واعتززانا.
كلمة أخيرة
لكل سوداني، كُن سفيرًا لبلدك في أي مكان تتواجد فيه. النجاح وبناء الأوطان يتطلب العمل الجاد والإصرار على تحقيق الأهداف. بعد الحرب، يجب أن نتحد جميعًا لإعادة بناء السودان، مستفيدين من تجارب الماضي.
نصائح للنجاح
-التعليم والتطوير الذاتي استثمر في مهاراتك.
-العمل الجماعي التعاون هو مفتاح التقدم.
-المسؤولية الاجتماعية ساهم في تحسين مجتمعك.
كل خطوة صغيرة نحو التغيير يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا. ابدأ اليوم.