عزيزة عوض الكريم : أمي ماتت في الصحراء من العطش وكل المعاها خلوها براها
كشفت عن المدة التي احتاجتها لإيجاد جثمان الراحلة
عزيزة عوض الكريم: أمي ماتت في الصحراء من العطش وكل المعاها خلوها براها
الحرب بتقيف لكن الحياة ما حترجع زي الأول وعن نفسي ما راجعة تاني
“البلد” ما بتدي إجازة عشان كدا خليتها..”النيل الأزرق فصلتني تعسفيا وأنا ما بتاعة مشاكل
حوار: ملاذ ناجي
مذيعة مختلفة صاحبة ملامح سودانية محببة ومألوفة، تنقلت بين عدد من القنوات وتركت بصمة واضحة بظهورها المختلف وإطلالتها البسيطة، لكن الحرب قلبت حياتها رأسا على عقب، فماذا حدث لها وماذا قالت عنها، وما القرارات التي اتخذتها؟ (عزيزة عوض الكريم) في ضيافة (نادينا) فإلى مضابط الحوار:
عزيزة بين الأمس واليوم ما الذي تغير فيك؟
الكثير والكثير والكثير، أصبحت أقوى من كثرة الصدمات التي تعرضت لها، أو ربما تعودت ولهذا شعوري بالصدمات أصبح أقل.
عملت في عدد من القنوات منها قناة أمدرمان والنيل الأزرق وقناة البلد ماذا استفدتي من تنقلاتك بين القنوات؟
الخبرات المختلفة، فمثلاً قناة أم درمان تعلمت فيها كيف (ابقى) مذيعة من الصفر.. أما النيل الازرق علمتني كيف (أخد حقي بي يدي) وما أخاف. والبلد يطول الحديث عنها.
هل أنت (بتاعة مشاكل) لأن هناك أحاديث رائجة عن خروجك من اي قناة بمشكلة؟
(ضاحكة) بيقولوا كدا .. لكن طبيعي الزول الما بيرضى الظلم بيقولوا عليه بتاع مشاكل
واذا كان دة تعريف للما بيرضى الظلم معناها انا بتاعة مشاكل، بالمناسبة قناة أم درمان قدمت استقالتي منها، أما النيل الازرق اتفصلت فصل تعسفي، فأين المشاكل هنا..!؟
لديك هوس كبير بالسوشال ميديا ماذا تقولين عنه؟
أعتقد أن هذا الهوس قد قلّ مؤخراً، لكن السوشيال ميديا هي التي عملتني وقدمتني للشهرة الى حد ما، أحب موقع التواصل فيس بوك وأكثر التواجد فيه، وهوسي الأكبر هو اللايفات لأنها وسيلة تفاعلية وأنا احب التواصل المباشر مع الجمهور.
هل انتي متسرعة في قراراتك بدليل استقالتك المفاجأة من قناة البلد؟
ابداً مامتسرعة خالص، استقالتي من قناة البلد لأنني كنت مسافرة إلى دولة الامارات لمدة ثلاثة أشهر، وطبعاً القناة ما بتدي اجازة طويلة فقدمت استقالتي بكل حب واتقبلت بكل حب وتقديراً لظرفي.
ما أقرب برامجك إلى قلبك؟
أكيد صباح الجمعة وبدون تردد.
كيف ترين حال الإعلام السوداني عموماً اليوم؟
حاله يغني عن سؤاله .. مافي إعلام…. لأن الإعلام الحقيقي هو الذي يعكس حال البلد.
من وجهة نظرك كيف سيكون شكل الإعلام في فترة ما بعد الحرب؟
لن يتغير كثيراً، نحن لا نتعلم من التجارب ولا من الإختبارات والدليل زي ماشايفة في السوشيال ميديا، كل شخص قاعد للآخر على الغلطة.
كيف أثرت فيك وفاة والدتك وهي في طريقها إليك في القاهرة؟
عارفة يا ملاذ دا أصعب سؤال اسمعه في حياتي…. مابقدر أحكي احساسي كنت منتظرة أمي (لها الرحمة) توصل وبدل عن ذلك جاني الخبر (سكينة ماتت ياعزيزة) بنفس الجملة كدا. بقيت ماشايفة حاجة وقعت من طولي ماحسيت بالحولي، شريط حياتي كله مر من قدامي من انا صغيرة في ثانية، وفاة امي كانت كارثة بالنسبة لي وحياتي بعتبرها وقفت من اللحظة ديك.
الحاجة الماعارفنها الناس انو امي ماتت في الصحراء وهي على مشارف أسوان وكل المعاها خلوها براها نتيجة الحر الشديد والهلع الكان بسبب ضربة الشمس، وماكان معاها شخص من الأهل ولا من المعارف الممكن يجازفوا ويجيبوها معاهم بعد ما لفظت انفاسها الأخيرة.. سافرت اسوان للبحث عن الجثمان ورجعت بدون فائدة .. بعد اسبوعين كان في جثمان مفقود الهوية في مشرحة أسوان. مابتتخيلي اللحظات الانتي مفروض تتعرفي على امك العاشت معاك كل العمر وفي لحظات ما تقدري تتعرفي عليها .. مستحيل شخص يكون عاش الانا عشتو في اليوم داك .. ربنا قواني والهمني وبقيت واقفة ماانهرت سترت امي الحمد لله. لكن الشريط كل يوم بيمر قدامي. ومافي شخص ممكن يقيف معاك ولا يسندك ولا يواسيك. انا للان ماقادرة اتجاوز الموضوع دا بمكن عشان مافي زول حاسي ولا عارف انا بمر بشنو.. الحمد لله على كل حال
بعد الحرب هل من عودة تاني للسودان ام قررتِ الاستقرار في الخارج؟
الحرب دي شالت مني كتييييير القصة ما بيت ولا عربية ولا أثاث القصة صدمة في كل الحولك، الحرب شالت أغلى الناس وأحاسيس كتيرة بقت مافي، الحرب بتقيف لكن عمرها الحياة ماحاترجع تاني زي الأول، وعمرهم الناس ماحايرجعوا زي الاول، وعن نفسي ما راجعة تاني ارجع لمنو ولشنو..!؟
كلمة أخيرة!
شاكرة جداً ملاذ حوار مختلف وأسئلة لامست أماكن غريقة جواي ورجعتني لشريط طوييييل فيه الخير والشر والحب والكره الامتنان والنكران .. ودي طبيعتك الاختلاف في كل شئ اختلاف التمييز، وواضح من اختيارك للصحيفة المميزة، بتمنى بلدنا ترجع آمنة ومعافية زي الاول وأحسن، وربنا ينصر قواتنا المسلحة على التمرد.
حوار: ملاذ ناجي
نادينا