من الصدفة إلى الشارة العالمية.. الحكم المغربي جلال جيد يقود مباراة منتخبنا الوطني وانغولا
كشفت لجنة التحكيم التابعة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف”، عن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة منتخبنا الوطني والمنتخب الأنغولي في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أفريقيا المقامة بالمغرب 2025.
واسندت اللجنة إدارة المباراة والتي ستجرى يوم الاثنين 9 سبتمبر الجاري، لطاقم تحكيم مغربي بقيادة جلال جيد كحكم رئيسي، فيما سيساعده مواطنيه لحسن أزكاو وزكرياء برينسي.
وسيتولى المغربي مصطفى الكشاف مهمة الحكم الرابع في هذه المواجهة .و يعد هذا الطاقم من الحكام البارزين في أفريقيا، حيث يمتلكون خبرة طويلة في إدارة مباريات محلية وقارية ودولية.
سيرة ذاتية مميزة
جلال جيد، البالغ من العمر 36 عامًا، بدأ مشواره التحكيمي في مدرسة التحكيم بالدار البيضاء عام 2006. الغريب أن دخوله إلى هذا المجال كان بمحض الصدفة، حيث أراد في البداية تعلم قوانين اللعبة فقط دون أي نية للاستمرار في التحكيم. لكن بمرور الوقت، أصبح من أبرز الحكام على الساحة المغربية والأفريقية. أدار أول مباراة في الدوري المغربي عام 2015 بين المغرب التطواني ونهضة بركان، ونال الشارة الدولية في عام 2019.
التحول إلى حكم دولي
شارك جلال جيد في العديد من الدورات التحكيمية التي نظمها الاتحاد الأفريقي، ومنها دورة الحكام الواعدين في مصر عام 2017. كانت هذه الدورة فرصة ممتازة لجيد للتنافس على الشارة الدولية، حيث نافس بقوة زملاءه مثل كريم صبري وداكي الرداد. في النهاية، حصل على الشارة الدولية في عام 2019، ما فتح له الأبواب لإدارة مباريات مهمة على المستوى القاري والدولي.
مسيرته التحكيمية على المستوى الدولي
منذ نيله الشارة الدولية، أدار جلال جيد عدة مباريات هامة في البطولات الأفريقية والدولية. من أبرز هذه المباريات مواجهة السنغال وبوركينا فاسو في تصفيات كأس الأمم الأفريقية. كما قاد مباراة كينيا ضد كوت ديفوار في تصفيات كأس العالم. إلى جانب ذلك، أدار مباراة الزمالك وفيوتشر في كأس الكونفدرالية الإفريقية في الموسم الماضي.
أبرز التحديات التي واجهها
على الرغم من نجاحه الكبير، إلا أن جلال جيد واجه بعض التحديات في مسيرته التحكيمية. في عام 2019، تعرض لإصابة خطيرة أثناء إدارته لمباراة في الدوري المغربي بين الدفاع الحسني الجديدي وأولمبيك خريبكة. نتيجة لهذه الإصابة، اضطر لمغادرة الملعب في الدقيقة 62، تاركًا مهمة إدارة المباراة للحكم الرابع مجيد الفقير. هذه الحادثة كانت نقطة تحول في مسيرته، حيث قال جيد عن الحادثة انه قد تعلم منها الكثير عن أهمية الاستعداد البدني والنفسي قبل إدارته للمباريات .
أخطاء تحكيمية مثيرة للجدل
على الرغم من قدراته التحكيمية العالية، وقع جلال جيد في بعض الأخطاء التي أثارت الجدل. في إحدى المباريات التي أدارها بين بوركينا فاسو وموريتانيا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية، احتسب ركلة جزاء مشكوك في صحتها في الوقت المحتسب بدل الضائع، ما أثار استياء منتخب موريتانيا ومنح الفوز لبوركينا فاسو. بالإضافة إلى ذلك، ارتكب خطأ تحكيمي آخر في مباراة الزمالك وفيوتشر في كأس الكونفدرالية، حيث احتسب ركلة جزاء مثيرة للجدل لصالح الزمالك.
لكن العديد من خبراء التحكيم رأوا أن الأخطاء التي ارتكبها جلال جيد تعتبر جزءًا طبيعيًا من مسيرة أي حكم كرة قدم، واعتبروه من الحكام الواعدين على الساحة الأفريقية بفضل إصراره على التعلم من أخطائه وتطوير مهاراته في التحكيم.
نادينا