قبل مواجهة السودان .. هل يقع دياو في “فخ الفيفا” بعد اختياره السنغال؟

لا يزال قرار اللاعب السنغالي-الإسباني أساني دياو (19 عامًا)، نجم نادي كومو الإيطالي، بتمثيل منتخب بلاده الأم، السنغال، بدلاً من إسبانيا، يثير جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية الإسبانية. فبعدما استدعاه المدرب بابي ثياو إلى قائمة “أسود التيرانغا” لمواجهتي السودان وتوغو في تصفيات كأس العالم 2026، بدأت وسائل الإعلام الإسبانية في تسليط الضوء على التعقيدات القانونية التي قد تعيق هذا التحول، محذرةً من أن الأمر ليس مجرد قرار شخصي، بل يخضع للوائح صارمة يفرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

تحذيرات إسبانية وتشكيك في أهلية دياو

ورغم أن دياو أكد أن قراره بتمثيل السنغال كان نابعًا من رغبته الشخصية ومن دعم عائلته، إلا أن الصحافة الإسبانية، وخاصة صحيفة “ماركا”، شددت على أن عملية تغيير المنتخبات الوطنية ليست بهذه السهولة. وذكرت الصحيفة أن السنغال يجب أن تتبع إجراءات دقيقة لضمان تأهل اللاعب وفقًا للوائح “فيفا”، وإلا فإن أي خطأ إداري قد يكون مكلفًا، كما حدث في قضية إيميليو نسو مع غينيا الاستوائية.

وفقًا للمادة 8.1 من لوائح “فيفا”، يُسمح للاعب بتغيير المنتخب الوطني الذي يمثله، بشرط أن يكون حاملًا لجنسية البلد الجديد منذ استدعائه الأول لفريق الشباب، وألا يكون قد لعب مع المنتخب الأول السابق في مباراة رسمية. دياو، الذي مثل إسبانيا في فئات الشباب حتى منتخب تحت 21 عامًا وخاض آخر مباراة له مع الفريق الإسباني في نوفمبر 2023، يواجه الآن إجراءات قانونية تستلزم تقديم طلب رسمي إلى “فيفا”، يتضمن:

1. خطاب موقع من اللاعب، يشرح فيه أسباب اختياره ويدرك أن تغيير الجنسية الرياضية قرار لا رجعة فيه.

2. سجل مبارياته مع إسبانيا، يثبت أنه لم يشارك أبدًا مع المنتخب الأول.

3. دليل على جنسيته المزدوجة، يثبت أنه كان يحمل الجنسية السنغالية عندما لعب لأول مرة مع إسبانيا.

بدون استكمال هذه المتطلبات، فإن مشاركة دياو مع السنغال قد تؤدي إلى عقوبات محتملة على الاتحاد السنغالي، تمامًا كما حدث مع غينيا الاستوائية عندما تم تغريمها 150 ألف فرنك سويسري بسبب إشراك نسو دون إنهاء الإجراءات القانونية اللازمة.

حذر في السنغال ولكن التفاؤل سيد الموقف

في المقابل، يدرك الاتحاد السنغالي أهمية الالتزام باللوائح، ويبدو أنه يعمل على استيفاء جميع الشروط المطلوبة لضمان تأهيل دياو قانونيًا. وبحسب مصادر مقربة من “أسود التيرانغا”، فإن الاتحاد السنغالي قد بدأ بالفعل في تقديم المستندات المطلوبة لـ”فيفا”، مع توقعات بحصول اللاعب على الضوء الأخضر قبل موعد المباريات المقبلة.

ويُذكر أن دياو، الذي تألق مع ريال بيتيس قبل انتقاله إلى كومو، قدم موسمًا جيدًا في 2024/2025، حيث خاض 30 مباراة وسجل 7 أهداف وصنع 3 تمريرات حاسمة. هذه الأرقام تجعل منه إضافة قوية للمنتخب السنغالي، الذي يسعى لتعزيز صفوفه بدماء جديدة استعدادًا لكأس العالم 2026.

دياو: “أحب إسبانيا، لكن السنغال خياري النهائي”

في أول تعليق له بعد إعلان قراره، قال دياو: “كان قرارًا صعبًا. أحب إسبانيا والسنغال على حد سواء، لكنني اخترت ما هو الأفضل لي ولعائلتي. السنغال بلد ميلادي، والجميع هنا يتمنون لي النجاح. الآن، سأقاتل من أجل هذا القميص”.

كما أكد أنه ينظر إلى كأس الأمم الإفريقية وكأس أوروبا بنفس الأهمية، موضحًا: “نشأت في إسبانيا، لكنها ليست مسألة اختيار بين الأفضل والأسوأ، بل بين الانتماء والهوية. والآن، أنا هنا للعمل”.