مشاركة المريخ في الدوري الليبي خيار واقعي لإنقاذ الموسم
دوري مميز.. ملاعب متطورة وجالية سودانية كبيرة

في ظل حالة الجمود والضبابية التي تسيطر على المشهد الرياضي في السودان، ومع استمرار الجدل حول موعد انطلاق الدوري السوداني الممتاز الذي كان من المقرر أن يبدأ في سبتمبر الماضي وفق تصريحات سابقة لاتحاد الكرة، قبل أن تتأجل الانطلاقة وسط أنباء ترجّح قيامه في يناير المقبل، اختار المريخ أن يكسر هذا الركود بفتح نافذة أمل جديدة عبر بوابة الدوري الليبي الممتاز، وذلك عقب تلقيه موافقة رسمية من الاتحاد السوداني لكرة القدم لمخاطبة نظيره الليبي بشأن المشاركة في الموسم الكروي 2025-2026.
بحسب مصادر ليبية لم يصدر الاتحاد الليبي لكرة القدم بعد قراره ووفق ذات المصادر فإن القرار النهائي سيعلن خلال الساعات القادمة بعد التشاور مع لجنة المسابقات العامة، ومن المرجح بحسب المؤشرات أن تتم الموافقة نظراً للعلاقات التاريخية بين البلدين، والاتحادين السوداني و الليبي ، فضلاً عن القيمة التسويقية والإعلامية التي ستضيفها مشاركة المريخ للدوري الليبي من قوة وزخم .
القرار، وإن بدا مفاجئاً للبعض، إلا أنه يعكس رؤية إدارية واعية تدرك خطورة استمرار توقف النشاط الرياضي في السودان على مستقبل الفريق ولاعبيه، خاصة المحترفين الذين ارتبطوا بعقود رسمية مع النادي وينشط (7) من لاعبيه مع منتخبات بلدانهم.
ترى إدارة نادي المريخ أن المشاركة في الدوري الليبي تمثل ضرورة كبرى للحفاظ على تماسك الفريق واستقراره الفني،وعلى الجاهزية البدنية والتكتيكية للاعبين، ما يمنح المدرب فرصة تطوير الأداء، كما أن ابتعاد اللاعبين عن خوض المباريات الرسمية لفترة طويلة قد يسبب خسائر فنية كبيرة، إضافة إلى مخاطر قانونية محتملة، أبرزها إمكانية فسخ العقود من قِبل المحترفين الأجانب وفقاً للوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم.
ويعد الدوري الليبي الممتاز من أقوى الدوريات في شمال أفريقيا خلال السنوات الأخيرة، لما يتمتع به سواء من حيث التنظيم أو البنية التحتية أو مستوى الأندية المشاركة.
ومن المقرر أن تنطلق النسخة الـ52 من البطولة في 31 أكتوبر الجاري، بمشاركة 32 نادياً مقسمين على منطقتين شرقية وغربية، وفق نظام تنافسي جديد يهدف إلى رفع مستوى المنافسة وتوسيع القاعدة الجماهيرية.
وكان رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم عبد المولى المغربي قد أعلن في تصريحات إذاعية أن الموسم الجديد سيشهد “تعديلات جوهرية” على نظام البطولة، مؤكداً أن الاتحاد يسعى لتطوير شكل المنافسة بما يواكب متطلبات المرحلة ويخدم أهداف الكرة الليبية.
ومن أبرز الدوافع والأسباب التي جعلت إدارة المريخ تميل نحو ليبيا هي الوجود الكثيف للجالية السودانية في عدد من المدن الليبية مثل طرابلس، بنغازي، ومصراتة.
هذه الجماهير يمكن أن تشكّل سنداً حقيقياً للفريق في المدرجات، ما ينعكس إيجاباً على أداء اللاعبين ، بعكس تجربة موريتانيا السابقة التي جرت في أجواء خالية من التفاعل الجماهيري السوداني تقريباً، بالإضافة إلى تقارب الجغرافيا والعلاقات التاريخية بين البلدين.
أبرز المكاسب
سيكون النقل التلفزيوني المميز لمباريات الدوري الليبي من أبرز المكاسب التي يمكن أن يحققها نادي المريخ من خوض هذه التجربة، إذ يُتوقع أن يُسهم البث المنتظم في جذب الرعاة وتسويق اللاعبين المحليين والمحترفين، إلى جانب تعزيز الحضور الجماهيري عبر بناء قاعدة جديدة من المشجعين داخل صفوف الجالية السودانية الكبيرة المقيمة في ليبيا.
ويحظى الدوري الليبي بتغطية إعلامية واسعة من خلال منظومة قنوات رياضية متكاملة تشمل:
قناتي ليبيا الرياضية 1 و2 (عبر النايل سات بتردد 11766 أفقي و12303 أفقي)، وهما القناتان الرسميتان اللتان تنقلان أبرز المباريات والبرامج التحليلية.
قناة الوسط (WTV)، وهي قناة خاصة تقدم تغطية تحليلية وميدانية مميزة حول منافسات الدوري الليبي.
قناة الدوري الليبي الممتاز، التي توفر بثًا مباشرًا للمباريات عبر منصتها الرسمية على يوتيوب، ما يمنح المشجعين في الداخل والخارج فرصة متابعة المباريات بسهولة.
إلى جانب قنوات أخرى مثل قناة الجماهيرية وقناة ليبيا الرياضية على قمر يوتلسات.