رأيأخبار

محمد حامد جمعه نوار يكتب.. السودان الجميل

بقلم : محمد حامد جمعه نوار

خرجت اليوم بوقت مبكر لقضاء مواجبة . بالشارع عبرت تجمهرا لصبية يلعبون الدافوري ! تتطاير ضحكاتهم على وجوه صافية كأنهم يسخرون من ظرف الحرب الذي لم يسقط عنهم طقوس اللهو المباح . أوقف أحدهم اللعب .إستلم الكرة العجفاء دسها خلف ظهره . قال وهو يبتسم (عشان تمش يا عمو محمد) شكرت بإبتسامة لطفه . طلبت الكرة ؛ ركلتها على مهل . قلت عمك فل يا ولد ! لم يتركني رافقتني ورفاقه نظرة تقدير .أظنهم كتموا أنفاسهم لكي لا أتعثر ! ثم لحقني صاحبي الصغير يترجاني . يا عمو محمد ؟ لو ماش بعيد أنتظر هنا ! (أمشي أجيب ليك ركشة) ! مسحت رأسه نفضت عنه بعض ذرات الرمل فقلت شكرا جزيلا . سأسير إلى مقصدي لا عليك ومضيت في مسيري . حتى التقطت ضحيجهم فعرفت اني تجاوزت حرم ملعبهم .

هو تصرف بسيط من صغار وأطفال لكنه كان عندي تمام أدب اولاد البلد . وحب مبذول بيننا على التوقير  والإحترام .
ذات المجموعة في عودتي يكونون تحت ظل شجرة . يستلقون يتبادلون القصص والمشاغبات . أعبرهم بذات السير البطي .وحين اقترب منهم أصيح كيف يا شباب فيردون وعليكم السلام .أقترب وكعادتي اكون قد جلبت ما تيسر من رزق . موز مثلا اكون قد خصصت لهم قليل زاد .اتفضل عليهم لاحظت أنهم يتمتعون في كبرياء عفيف فأزجرهم ..شيلو يا اولاد ! فيتقدم أكبرهم يتسلم مني .ولاحظت أنه يعدل في القسمة بل أحيانا يحفظون لصديقهم الغائب يقولون ..أمه رسلتو خلو ليه حقو .
تفاصيل تبدو مملة لكنها عندي بعض الملح والماء وكل السقيا . تفاصيل لطالما عدلت مزاجي وردتني للعافية .بلدي الجميل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى